Tariq Nasir

(Layla Cultural Platform)

بيني و ذاتي

أضيفت بواسطة: Tariq Nasir | بتاريخ: 11 مايو 2018

الواحدة صباحاً , مُنتصف اللا شيء ..!! في غُرفتي أجلسُ على كُرسيِّ و أركز ناظري بهاتفي الجوال و حينةً أحدِّقُ طويلاً نحو تفاصيل الغُرفة و أعيد تذكر كل أحداث اليوم الذي قضيتهُ , لم أجد في إجترار مجريات يومي الرتيب ما يلفتُ إنتباهي . أراجع الصفحة الرئيسية لموقع التواصل الإجتماعي و أتابع منشورات لا علاقة لها ببعضها فمنها ما يتحدث عن زيارة أردوغان و ما يلحقها من سخط الإعلام المصري و تأويلات هذا الحدث , و منشور آخر يتحدث عن سعر الدولار و ضنك الحياة و يليه ما يتحدث عن أعياد الميلاد و التوقعات حول السنة الجديدة و ما إلى ذلك . تقريباً لم تردني رسالة من أحد على صندوق الرسائل , أخشى أنني لم أقم بمراجعة قائمة المتواجدين على خط المحادثات أو أنني لا أشعرُ بالرغبة الجامحة لأعرف من المتصلون الآن أو من الذي قام بتغيير صورته الشخصية أو من نشر شيئاً ما و لا أظُنني أكترث كثيراً فيما إذا كان أحدهم قد أرسل طلباً لمصادقتي أو أحدهم قد قام بحذفي أو أي أمر مُماثل. يبدو أنني في منطقة الإنعدام النسبيِّ من كل ما يجول حولي. لستُ مُتأكداً تماماً ما إذا كان هذا الوضع جيِّد بالنسبة لي أو لا و لكنني لا أشعر بالغرابة حيال ذلك !! أشْعرُ بٍالوحدة قلِيِّلاً لكن لا بأسَ بِذلك, ففي مفهومي للوحدة أنها مُمارسة و ليست حال على أي حال. هي ليست نعمة ولا نِغمة, ليست مكافأة و لا عقاب .و لكنّها أحياناً فُرصة مناسبة للقيام بإجراء حديث مُطوْل بيني و ذاتي و التي غالباً ما أخرج منها مُتشبعاً ببعض مِنِّي التي أُخفيها عن الجميع و عَنِّي وقتما أرغب. في هذا الوقت بالذات فأنني أُمارِسُ جلسة الإسترخاء بالطريقة التي لا يعرِفُها أحدً غيري , أو تقريباً ما يشبه فكرة الخروج عن الذات أو التفكير خارج مستويات الأنا. فقط في تلك الحالة أستطيع و بقوة أن أجِدني و أتخاطب مع ذاتي بأحد ما هو أنا , كي لا يقاطعني شيئٌ ما فيقتطع السبيل الذي يقُودني إلي و يخرجني مِنِّي فأنني دوماً ما أتأكد أن هاتفي في وضع الصْمّت و كذلك شُرفتا غُرفتي و بابها. حالما أفضِي إلى ما أنا عليه أشعُرُ بسلام داخلي و محبة و رضا تام عن هذا العالم و أتصالح مع نفسي و هذا كفيل بجعلي أنامُ بِراحة و هناء بعيداً عن مآلات النهار و الألوان الصناعية و خطر ثُقب الأوزون و ما ستؤول إليه الأمور .فقط أغرق في حُب خيّطي لا مُنقطع بين اللّه الحق و روحهُ التي بداخلي و بيني. أنا الأن مُتماسك ريّثما يصْفو الأُفُق .. طارق ناصر 27/12/017 Tariq Nasir

-= Share this blog post =-

2018