Tutorials and Guides

(Layla Cultural Platform)

الوداع د. أحمد خالد توفيق

أضيفت بواسطة: LCP Admin | بتاريخ: 04 أبريل 2018

إذا كنت من الجيل الذي ولد في ثمانينات القرن الماضي فأنت حقاً من المحظوظين. بينما كان آباؤنا يقومون بتسميع دعاء الكروان لطه حسين، ويترنمون بالفضيلة لمصطفى لطفي المنفلوطي، كنا نحن نسبح في بحار الخيال لنواجه عملاء المخابرات الروسية مع أدهم صبري، أو نصد الغزو الفضائي مع فريق نور، أو اﻷفضل من ذلك كله، نحمل أكواب القهوة أو الكاكاو الساخن ونجلس حول الكهل د. رفعت محمد إسماعيل لنستمع إلى حكاياته التي ﻻ تنتهي عن مصاصي الدماء والمذؤوبين وعدوه اللدود د. لوسيفر.

إن د. أحمد خالد توفيق، المولود في عام 1962م، والذي وافته المنية قبل يومين (2 أبريل 2018م)، من ألمع اﻷقلام التي صنعت جيلاً كاملاً من الشباب المتعطش للمعرفة. طريقته الساخرة التي تتسلل إليك عبر السطور لتنتقد كل شئ وكل شخص، وتشبيهاته الغريبة كتحول ساقيك لعودين من المكرونة المسلوقة عندما تكون مرتعباً، باﻹضافة لثقافته الواسعة والتي تجعلك تحس بالضآلة والجهل أمام هذه القامة، كل هذه العوامل اجتمعت معاً لتخرج لنا مزيجاً مميزاً ونادراً من القصص واﻷبطال اللذين استمتعنا معهم لربع قرن من الزمان.

لقد شهدنا لحظات د. رفعت إسماعيل اﻷخيرة، بعد حياته الحافلة التي قضاها في محاربة اﻷساطير ودحرها. ثم أبحرنا مع عبير في مملكة فانتازيا الخيالية التي ﻻ تحدها حدود. بعدها رافقنا د. علاء عبد العظيم، الطبيب الذي يجاهد لكي يظل حياً ويظل طبيباً، وهو يحارب المرض والفقر والجهل في أدغال الكاميرون. عوالم ساحرة، وكتابة مميزة وآسرة، هي ما جعلتنا طوال ربع قرن من الزمان ننتظر يوم اﻷربعاء من كل أسبوع بفارغ الصبر لكي نهجم على المكتبة ونملأ أيدينا وحقائبنا بآخر إصدارات د. نبيل فاروق ود.أحمد خالد توفيق.

ﻻ أعلم ما رأي الجيل الحالي في هذا الرجل، أو إن كان شباب اليوم قد سمعوا حتى باسم د. أحمد خالد توفيق. ما أعمله بالتأكيد هو أنه لولا هذا الرجل لما سمع أحدنا عن الزومبي أو المذؤوبين، ولما عرفنا كلمات كلايكانثروبي وهيموفيليا، ولما تعرفنا على الثقافة العالمية المترجمة بطريقة مبسطة ومشوقة لتلائم القارئ العربي الشاب. إن د. أحمد خالد توفيق هو من القلائل اللذين وضعوا بصمتهم على جيل الثمانينات. إنه الطبيب/اﻷدبيب/الصحفي الساخر الذي استمتعنا بكتاباته منذ أن كنا صغاراً. هذا اﻻسم سيظل في ذاكرتنا ما حيينا، رمزاً للأدب والثقافة واﻹبداع.

فلتحل عليك الرحمات حيث كنت د. أحمد خالد توفيق.


-= Share this blog post =-

2018 2017