أبو الطيب المتنبي أكتر شاعر مجنون ﻻقاني في حياتي. عندو تشبيهات مجنونة عديل. ورغم إنو بعض النقاد شايفين إنو سرق تشبيهاتو من شعراء تانيين (أبو فراس الحمداني كان قارش ملحتو وبقولها ليهو عديل في وشو قدام سيف الدولة)، رغم كدة فالمتنبي قدر يدخل نَفَسو في شعرو ويديهو نكهة خاصة بيهو. وحتى لو تشابهت الكلمات فالصيغ البلاغية تظل متميزة في شعر المتنبي. هاك مثلاً المدخل ده:
عَذْلُ العَواذِلِ حَوْلَ قَلبي التّائِهِ *** وَهَوَى الأحِبّةِ مِنْهُ في سَوْدائِهِ
بالله شوف! يعني قال ليك العواذل ديل يقولو الدايرين يقولوه وأنا شغال أضان الحامل طرشاء. ما بخليك يا حبيب ولو قالو مهما قالو.
يَشْكُو المَلامُ إلى اللّوائِمِ حَرَّهُ *** وَيَصُدُّ حينَ يَلُمْنَ عَنْ بُرَحائِهِ
يعني اللوم ذاتو اشتكى من حبو، شوف بالله الكلام ده! لكن لمن العواذل يلومو، اللوم ذاتو بجليهم وبتجاوز عن شدة الحب والشوق. نظام أنا وأخوي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب.
وبمُهْجَتي يا عَاذِلي المَلِكُ الذي *** أسخَطتُ أعذَلَ مِنكَ في إرْضائِهِ
بعد دة الحنك بدا. القصيدة أصلاً لمدح الملك والفات داك مدخل. شوف إبداع المتنبي في إنو مرق من النسيب (البكاء على اﻷطلال) ودخل في حتة المدح بطريقة وهمية جداً. قال ليك يا عذول أنا ذاتي ما بهمني كلامك في الملك ﻷني بريدو (وأحضر يوم جديدو).
إنْ كانَ قَدْ مَلَكَ القُلُوبَ فإنّهُ *** مَلَكَ الزّمَانَ بأرْضِهِ وَسَمائِهِ
بعد ده خش في التقيل. قال ليك الملك ده مش الناس بحبوهو بس، ده كمان ملك الدنيا والعالمين. كلام عجيب والله.
ألشّمسُ مِنْ حُسّادِهِ وَالنّصْرُ من *** قُرَنَائِهِ وَالسّيفُ مِنْ أسمَائِهِ
بعدين الملك من وجهاتو الشمس ذاتا حاسداهو (ما حنحاول نفهم الكلام بطريقة قوس قزح آآآآ؟ المتنبي قصدو الزول ده وجيه وبس.. طلع دماغك من الخور واستوعب معاي).. بعدين قال ليك الملك ده ما بنهزم ﻷنو النصر ذاتو معاهو (سبارتااااا وكدة)، واسمو طبعاً سيف الدولة (والمعنى واضح)..
أينَ الثّلاثَةُ مِنْ ثَلاثِ خِلالِهِ *** مِنْ حُسْنِهِ وَإبَائِهِ وَمَضائِهِ
بعدين التلاتة حاجات القارناهو بيها قبيل ديك (الشمس والنصر والسيف) ما بجو جنبو.. هنا عمل ليك مقابلة بين الشمس والحسن، والنصر واﻹباء، والسيف والمضاء (اللي هو القطع الناشف)..
مَضَتِ الدّهُورُ وَمَا أتَينَ بمِثْلِهِ *** وَلَقَدْ أتَى فَعَجَزْنَ عَنْ نُظَرَائِهِ
وطبعاً قصيدة وهمية زي دي ﻻزم تتختم بخاتمة وهمية زيها.. قال ليك سيف الدولة دة ﻻ حصل في اﻷولين وﻻ في اﻵخرين.. وهو ذاتو الزيو منو..
بالله الراجل دة مش كان دجال كبير؟ نواصل لي قدام مع وهمات المتنبي..