كتبت ولم أقل

(Layla Cultural Platform)

يوميات طبيب مهاجر (4)

أضيفت بواسطة: mima2017 | بتاريخ: 21 يونيو 2018

الود بتاع الشاي الشغال معانا في العيادة سريلانكي.. ما عندي فكرة اسمو منو، وسألت الممرض (شاكيل) كم مرة عن اسمو فقام برطم بالهندي وهزّ راسو الهزة الهلامية ديك وابتسم لي ببلاهة.. يا أخي الجنا ده اسمو منو؟ السؤال ده صعب كدة ليه؟..

طبعاً اكتشفت فيما بعد إن السؤال فعلاً صعب، ﻷسباب متعددة.. أولاً، الشعوب الهندية دي الواحد بكون عندو كم اسم.. في اسم رسمي بكتبوهو على الورق.. وفي اسم حركي زي نظام اسم الدلع كدة.. وفي اسم بكون هو سمى بيهو روحو براهو.. وفي اسم مختصر بنادوهو بيهو، ﻷنو دايماً وأبداً اﻻسم الرسمي بكون فقرة كاملة زي (سياماناكاﻻبيانان) مثلاً..

ده من ناحية، من ناحية تانية فالسيد (شاكيل) ما عندو مزاج يتبسط مع السريلانكي ﻷنو الجماعة ديل طلعوا بكرهوا بعض عديل.. لمن تشتغل في مؤسسة ملتي ناشيونال (multinational) زي حقتنا دي بتكتشف الكراهية المتبادلة بين الشعوب دي (يعني موضوع جعلي وشايقي ودنقلاوي، وانت معفن وأنا أبوي أحسن من أبوك - طلع عالمي).. الباتاني بكره الهندي كره العمى.. البنغالي بكرة الباتاني والهندي.. السريلانكي بكرههم التلاتة وبتف ليهم في وشهم.. النيبالي ما عندو حاجة للجماعة ديل كلهم.. طبعاً أنا ما واقع لي الكلام ده ﻷنو بالنسبة لي كلهم أبناء الحاج هندي رحمه الله، لكن هم رايهم غير كدة.. يللا وأنا مالي.. يعني أنا حكون ملكي أكتر من الملك؟..

المهم (شاكيل) لمن يجي ينادي الود ده بضرب ليهو الجرس والود بجي جاري.. أو بناديهو بحاجة زي (يا محمد) بتاعة السعوديين لمن ينادوا أي بني آدم تاني غير سعودي..

الود شكلو اتأثر بإني زمااااان سألت من اسمو، أو يكون ارتاح للوني اﻷزرق ده ﻷنو السريلانكيين زرق زينا، أو يكون ساي كدة بس ارتاح لي بدون سبب.. المهم الجنا بقى متوليني ومرات بجي يتونس معاي ساي.. طبعاً هم مفهمينو انو الدكتور ده بعاتي وبياكل الناس فما تمشي جنبو، عشان كدة بقيف قدام العيادة وياخد ليهو خشم خشمين معاي من بعيد لبعيد بعدين بمشي، لكن أصلو ما بتجرأ يدخل العيادة ويقعد في الكرسي قريب مني..

المهم أول يوم في رمضان والود متعود يجيب لي كباية قهوة تلاتة مرات في اليوم: أول ما أصل العيادة الساعة 7، وتاني مرة الساعة 9 بعد ما أخلص كوتة الصباح، وبعد الغداء الساعة 2.. فعادةً بقيف قدام باب العيادة ويقول لي: (سير، كوفي؟)..

أها اليوم داك قام جاء وقف قدام الباب وقال لي (سير، كوفي؟).. قلت ليهو ﻻ ﻷ، شكراً جزيلاً.. طبعاً أول مرة يسمع مني الرد ده.. وقف مساااااافة كدة متنّح.. ما وقعت ليهو.. أنا ما افتكرتو لسة واقف، فواصلت اشتغل في اللابتوب..

بعد دقيقتين كدة أسمع ليك الود تاني.. (سير، كوفي؟)..

رفعت راسي لقيتو لسه واقف محلو.. قلت ليهو ﻻ يا ولدنا شكراً جزيلاً..

الود ما وقعت ليهو.. (ما في كوفي؟).. سألني وهو بحك في راسو وقالها بالعربي المكسر..

قلت ليهو ﻷ.. ما في كوفي..

(كيف؟ ما في كوفي؟ ليه؟).. الود أبى يقع ليهو الموضوع ده عديل..

قلت ليهو رمضان.. صيام..

أخد ليهو دقيقة كدة يعمل بروسسنق للقصة.. برضو ما وقعت ليهو.. كيف يعني ما في كوفي؟..

قلت ليهو معليش، ياهو كدة.. صيام معناها ماف أكل وﻻ شراب.. ببّح..

هزّ راسو وابتسم (في الحقيقة كشّر) بعدين اتخارج وهو ببرطم.. الود أبى يقتنع عديل بالحكاية دي.. شكلو فاكرني ببرمج بيهو وﻻ شنو ما بعرف..

المهم زي الساعة 9 كدة (شاكيل) كان جاء وقعد في العيادة معاي.. الود جاء تاني ووقف قدام العيادة.. مواعيد القهوة التانية جات.. قال لي (سير، كوفي؟).. الود ده مبرمج اقسم بالله..

قلت ليهو ﻻ، شكراً جزيلاً..

تنّح مسافة كدة.. ما في كوفي؟.. أنا طبعاً جاني احساس الديجافو..

صاحبي (شاكيل) ما قدر يستحمل، شكلو سمعو لمن سألني الصباح.. طوالي انفجر ليك فيهو.. (ما في كوفي، انت ما بتفهم اﻻنجليزي دة؟ طوااااااالي انت بتسأل كدة؟ كل يوم بتسأل؟ ما تجي تاني تسألو.. شهر لقدام ما في كوفي.. خلاص وقع ليك؟)..

الود عاين لـ(شاكيل) لمن تمّ كلامو.. بعد (شاكيل) خلّص قام عاين لي..

طبعاً شفت السؤال في وشّو، فقبل ما يفتح خشمو هزيت راسي وقلت ليهو: (أيوة.. ما في كوفي)..
الود لحدي نهاية رمضان، كل يوم بجي يقيف قدام الباب الساعة 7 والساعة 9، مقتنع بأني حغير رايي وأقول ليهو جيب كوفي..

 



-= Share this blog post =-

2018