أحتاج إليك …
كحوجتي إلي ذاتي
و كحوجة الكفيف تقتله العتمة في شوقه المبهم لماهية الألوان
أهتدي إليك و لا بوصلة أملكها سوى
أحتاج عينيك .. علني أستبصر بهما طرائق الغياب الذي قد يفضي إليك
و كما تشتاق الشمس لغيبٍ في طلاسِمها لوجه قمر
تتلاشى هيبة أضوائها في أفق غيابه
و كلاهما مستفرد بوحدته .. و لا يدرك كنه لتمجده في سماوات أُخر
اتوق اليك ...
أتوق ... برغم حضورك الطاغي في واجهات المفردات
و افآق المعاني جميعها
افتقد التطلع إليك حلماً سرمدياً
أرتق في غفلتي … كذباً ازمنتي المهترئة
و أنا اتمتم سراً تراجيديا الحنين
يقتلني الوقت يا صاحبتي فيخلو كلانا ببعضه و ليس منك ما يثلثنا
ما يرسم للوقت خارطته الجميلة
و ينثر في انحاءه ترانيم للخشوع العاطفي …
تسرقني التفاصيل ...
تلك التي لا تتضائل أبداً
إنما تتغذى علي ذات الحنين الغر الذي يستطيل في حاشية من الأبد … و الغياب
إليك أحزم ما تبقى من سنوات الشباب
و ارجئها لديك
وقفاً لامرأة تتخطى كل حدودي الزمكانية
فأستشهد بها مداراً إستوائيا تختل تحت سطوتة مقدرتي الشعرية
و أنثى طاغية في الحسن
احتاج إليك لما تبقى لي من حديث قد يضج به سواك
تشتاق أذني لحديث ... ما طال يكتمه الصدر
و إليك عزمت لكنات اوردتي النائية
طال بها الصمت و ما زال يساورها النبض بالغثيان
غداً اكمل السادسة من عمر يستظلم أقدار نأت بك إلى الغياب الفطري
سنوات لم تعهد دفء عينيك الحالمتين
سنواتٌ بكل واحدة منهن عشرون خريفاً عطِشاً و ثلاثون نهار مظلماً
و بقية من بعض ما داهمه الموت بمرافيء الإنتظار
هنالك يا صغرتي حلمان يستلقيان في أضرحة الاحتضار
يشتاقان إليك كما لم تعلمينا ان نفعل
كما لم أعهدك من قبل
و كما لا يطيب لي
فهل من نبض يكفي
و قابعة كل التفاصيل في جرتك السحرية
فضي الي بحديث يضئ قليلا
فقد استفحل بالحب الليل
و اشتد بالقافية الشتاء
ألا ... فالسلام
…
ملحوظة
مرسل طرفكم ما لم يكن في الحسبان
الشوق و الموت
و صحائف الغفران
أفيدونا عاجلاً
العنوان
اضرحة الحرمان
يوسف قسم السيد
٣ مايو ٢٠١٣