مدخل أول:-
اما بعد ....
إن رحيلك الفاجع قد ملأ النفس باللاشئ ...
و علي حافة القبر ...
دفنا مع اخر شعاع من الشمس ...
دفنا وجه القمر
مدخل تاني:-
بعد غيابك المرّ لم تتضح الاشياء
و التزمت حزنها و وقفنا منقسمين
حبك و أنا
علي شفير الهاوية
مدخل تالت:-
ورحلت مثل الآخرين
وتركت لي ... قلباً يمزقه الأنين
روحاً يناجذها الحنين
نفسا بغير رضــاك ما فتئت تئن و تستكين
و تركتني و حدي علي الطرقات
والليل البكايئ الحزين
و حدي .. و ليتك تعلمين
النص:-
يوم حملتك حتي اواريك دار العدم
سألتك .... عودي
فنشترك العمر ... نقسمه بيننا في سواء
وعودي ... فبعدك يا مهجة العمر
كيف يطيب لنفسي البقاء
و عودي لاني احبك جدا
لأني إرتويتك حد الرواء
فكيف سأذهب للنور وحدي
ومن سوف أصحبها للعشاء
سألتك ... سراً ألم تسمعيني
رجوتك جهراً ... فلم ترحميني
فعدت وحيداً... حطاماً ... غباراً
و حلماً ... ذرته أكف الهواء
وقبل الرحيل
سألتك يا سيدي أيها الموت
هلا تُجبني؟
كيف سنحفر قبراً نُخبئ فيه السماء؟
وكيف أواري من الأرض وجهي
و كيف أواريه هذا الحياء؟
و كيف بدون حبيبي يطيب لنفسي الهناء؟
و ماذا أقول لقلبي
اذا ظل يسأل عنها الدماء؟
و كيف سرقت النهار ..و كيف قتلت البهاء؟
و كيف تركت الحياة وحيدة
و أين ستمضي بهذا الضياء؟
و كيف رضيت موات الأغاني
وما سيكون إعتذارك للحب والشعراء؟
وقبل رحيلك يا سيدي
ايها الموت
هلا رفقت بها من هجير الظلام
كن ناعما حين ترتاح بين ضلوعك
صب عليها الوئام
وقص عليها أقاصيص شوقي
تحري بها أن تنام
وضع نجمتين علي جانبيها و بين يديها
لكي ما يضيئا عليها الرغام
و يا سيدي ايها الموت
تلك التي بين كفيك نفسي
فهلا حرصت بأني علي ما يرام
كن ناعما في حديثك
امسك يديها
وأقري هواها قصائد شعري و حلو الكلام
وهلا فتحت لها الباب حينا لتشهد رقص الحمام
ليدخل خيط من والنور و الحب سراً
وتعلم كيف علي نشوة الشمس فاض الرخام
وكيف انكسرنا علي جذرنا
و كيف إنحدرنا الي حزننا ... بإنقسام
و كيف بغير هواها لم يطب للمقام مقام
و كيف تعرت خطوط التمازج تحت فلول الظلام
و ماجت عيون الخليقة نهرا من الدمع
فاضت عليك المسام
و هز رحيلك خارطة الوقت
إستباحنا الحزن حتي العظام
فلم يبق ما يستحق الكلام
فيا ايها الارض كوني عليها السلام
وكونوا عليها السلام
و يا عشق عمري عليك السلام
يوسف قسم السيد عباس
الأربعاء، 1 تموز 2010